طرق تدريس القرآن الكريم




تدريس القرآن الكريم:
     إن اهتمامنا بتدريس القرآن الكريم إنما ينبع من تلك المسلمات السابقة، بالإضافة إلى أن المجتمعات المسلمة تظل دوماً في حاجة إلى الأخذ بأفضل السبل وأحدثها في سبيل تعليم القرآن الكريم.
     ولا يكون ذلك إلا بتطوير طرق وأساليب تدريس القرآن الكريم، ومن ثم تطوير أداء معلم القرآن الكريم وفق منظومة معرفية حديثة من المعلومات والكفايات العرفية والتدريسية اللازمة لإعداده .

الأهداف العامة:
     إن تحديد الأهداف التربوية في العملية التعليمية هو التنبؤ بمخرجات العمليات التعليمية الحاصلة. ونجاح تحديد الأهداف لأي قضية يعني الشعور بالنجاح في الحياة العملية.
    وإذا كان تحديد هذه الأهداف مهمًا فإن تصنيفها وصياغتها يعتبر الركن الأساس في تنفيذ أي نشاط تدريسي مخطط. وهناك ارتباط وثيق بين الأهداف التربوية وبين عناصر المنهج الأخرى من وسائل وطرق تدريس ومحتوى وتقويم.
        ويجب أن يكون معلم القرآن الكريم ملماً بالأهداف العامة لتدريس القرآن الكريم، وليس على المستوي النظري، بل على الواقع التطبيقي .
وعلى المعلم أن ينظر إلى الأهداف التعليمية من زاويتين:
الأولى: الأهداف التعليمية حسب مستوى ظهور المخرجات التعليمية، والتي تسمى بالأهداف العامة والخاصة .
الثانية: الأهداف التعليمية حسب مجال محتوى التعلم، وهي التي ركز عليها بلوم في تصنيفه للأهداف.
     وتدريس القرآن الكريم يتطلب الاهتمام بتحليل التعلم إلى ثلاث مهارات أساسية هي: مهارة التلاوة ، مهارة الفهم ( التفسير ) ، مهارة الحفظ.

الأهداف العامة لتدريس القرآن هي :
1-    إتقان التلاوة بمراعاة أحكام التجويد، وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، ولفظها بصفاتها المعروفة بها .
2-    فهم الآيات القرآنية ومعاني الكلمات الواردة بها، أو معرفة أسباب نزولها .
3-    حفظ الآيات القرآنية بإتقان مع جودة التلاوة .
4-    حمل القلب إلى الخشوع والطمأنينة بالتلاوة والاستماع للآيات القرآنية
5-    التقرب إلى الله تعالى بتلاوة القرآن الكريم باعتباره كلام الله .
6-    حث التلاميذ على تطبيق القيم والآداب المأخوذة من القرآن الكريم – المصدر الأول للتشريع الإسلامي – والمداومة على العمل بتعاليمه .
7-    تعظيم كلام الله تعالى والتأديب عند تلاوة آياته أو سماعها .

المهارات الأساسية لتدريس القرآن الكريم:
     المقصود بها: ثلاث مهارات: مهارة لفظية هي التلاوة ، وتشمل جوانب الترتيل وأحكام التجويد. ومهارتان عقليتان وهما : مهارتا الفهم والحفظ .
     وتتفاوت هذه المهارات من حيث الأهمية في التدريس، فالتلاوة مهارة تأتي في المرتبة الأولى، بينما تكون مهارة الفهم في المرتبة الثانية ، وأخيراً مهارة الحفظ .
     وليس هذا تقليل من شأن مهارتي الفهم والحفظ ، ولكن إن عملية التدريس تقتضي الاهتمام بالمهارات اللفظية والتركيبة أكثر، قبل الاهتمام بالمهارات العقلية؛ لأن الألفاظ يمكن ملاحظتها في الأداء من خلال عملية النطق بسهولة وضبط، بينما المهارات العقلية جوانب معنوية معقدة .
     وعلى معلم القرآن الكريم أن يهتم بكل المهارات في التدريس ولكنه يركز مع المتعلم على مهارة التلاوة . فالتلاوة مهارة لسانية ميكانيكية، تكتسب بالتدريب والمراس.
     والتلاوة مهارة تعتمد على رياضة اللسان لإتقان لفظ الحروف وإعطائها حقها ومستحقها، وهذا هو الترتيل الذي يأمر الله تعالى المسلمين أن يقرؤوا القرآن بموجبه.
     قال الله تعالى بشأن الأداء الأمثل في التلاوة: حيث قال  "ورتل القرآن ترتيلا" (المزمل: آية 4 ] .

أسباب التدرج في المهارات التدريسية للقرآن الكريم :
-      كل نص جادت تلاوته يمكن فهمه .
-      كل نص جادت تلاوته وحسن فهمه يمكن حفظه .
-      ولكن ليس كل نص محفوظ بالضرورة يكون مفهوماً .
-      كما أنه ليس كل نص محفوظ وإن كان مفهوماً قد تكون تلاوته جيدة .
     وبالرغم من أن الفهم والحفظ مهارتان عقليتان معقدتان، إلا أن التلاوة تقدم عليهما من حيث أهمية إكساب المهارة، لأن اللحن لا يقع في العقل وإنما يقع في اللسان، وبه يعرف القارئ من حيث بإجادته للتلاوة.

المهارات الفرعية لتدريس القرآن الكريم :
1-         جودة التلاوة .
2-    فهم معنى الكلمة ، والنص القرآني .
3-    جودة الحفظ .
4-    الأداء بالتحقيق .
5-    الأداء بالترتيل .
6-    الأداء بالتدوير .
7-    الأداء بالحدر .
8-    إتباع رواية من القراءات المتواترة .
9-    التغني بالقرآن .
10-   جمال الصوت ( تزيين الصوت بالقرآن ) .
11-   القدرة على استنباط الأحكام التجويدية المختلفة ( القواعد ) من النصوص .
12-   القدرة على إيراد الأمثلة النصية وفق قاعدتها أو حكمها ، ( مقايسة الأمثلة وفق القاعدة)
13-   القدرة على ضبط معايير الفرق بين الأحكام التجويدية في الأداء ، كالفرق بين الإغادم والإخفاء مثلاً .
14-   القدرة على إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة .
15-   القدرة على إعطاء الحروف صفاتها الصحيحة المعروفة بها .
16-   الطلاقة أو الانطلاق في التلاوة ، وتسمى ( القراءة الآلية اللاشعورية ).
17-   القدرة على تصحيح الأخطاء الذاتية في التلاوة لدى التنبية .
18-       الاستماع المنظم .
19-   سعة الأفق في تدبير المعاني القرآنية المدروسة .
20-   القدرة على استنباط المعنى الإجمالي للنص القرآني المدروس.

العوامل المؤثرة في تدريس القرآن الكريم :
     تتداخل عدة عوامل تؤثر على التدريس عموماً وعلى تدريس القرآن الكريم خاصة، وتفيد الدراسات التربوية التجريبية بأن تدريس القرآن الكريم يتأثر بجملة من العوامل من أبرزها:
-      اللغة الأم .
-      تدريب المعلم .
-      حجم الفصل الدراسي .
-      الزمن المخصص للتدريس .
-      العمر العقلي للمتعلم.
-      الفروق الفردية بين المتعلمين .
-      الخبرات السابقة .
-      نوع الطريقة المتبعة في التدريس .
-      استغلال الدوافع النفسية .

الكفايات اللازمة لإعداد معلم القرآن الكريم:
     إن الهدف الأساس من استخدام مفهوم الكفاية هو: تحسين البرامج التعليمية للمؤسسات التربوية، بتنمية المعلومات والمهارات والاتجاهات لدى المتعلم. وهذا في النهاية يعتمد على مدى تحديد المخطط التعليمي للكفايات التي يجب أن يمتلكها المعلم, فإذا كان لمفهوم الأهداف السلوكية في الثلاثين من القرآن العشرين أثر فعال لتطوير أهداف التدريس، فإن لمفهوم الكفاية أثراً فعالاً لتطوير الإعداد المهني .
     وإن حركة تطوير العلوم التربوية يجب أن تنتظم جميع العلوم النظرية والتطبيقية. والقرآن الكريم مادة نصية توقيفية تحتاج لمعلم مؤهل يمتلك الكفايات التدريسية والمعرفية الخاصة بتدريسه .
 الكفايات في مجال التدريس نوعان :
أولاً: الكفايات المعرفية :
     وهي المعلومات والمعارف الخاصة بمجال تخصص المعلم، وقطعاً يحتاج معلم القرآن لدراسة هذه المعارف في خطة الإعداد الأكاديمي بالكليات والمعاهد التربوية في أقسامها الأكاديمية .
ثانياً: الكفايات التدريسية الأدائية:
    وهي مهارة الأداء في السلوك التدريسي، وتعرف بأنها " المقدرة على شيء وعمله بكفاءة وفعالية ، بمستوى معين في الأداء.

مبادئ تصحيح أخطاء التلاوة :            
        الأخطاء في التعلم أمور عادية، إذ أن المتعلم يحتاج لفترة مقدرة يستطيع فيها الوصول إلى اكتساب المعارف والمهارات وتطبيق القيم، وأثناء هذه الفترة يقوم بالممارسة للنشاط المعنى، فتتفاوت درجات الأداء ولا يصل إلى درجة الإتقان إلا عندما يشعر بأن النشاط المعني أصبح جزءاً من خبراته وسلوكه .
        وفيما يلي عدد من المبادئ التربوية العامة والأسس النفسية التي من المستحسن مراعاتها لدى تصحيح الأخطاء عامة وتصحيح أخطاء التعلم في التلاوة خاصة .
        ومن هذه الأسس ما ذكره ( الزعبلاوي ، 1420هـ ، ص93 ) بتصرف. وهي :
-      عدم تسرع المعلم في الحكم على الخطأ ويستحسن ذكر كلمة أعد أكثر من مرة، لمساعدة المتعلم على استدراك خطئه.
-      تحديد الخطأ الصادر من المتعلم بدقة قبل تصويته .
-      تصويب الخطأ فور وقوعه ، ولكن دون مقاطعة المتعلم المبتدئ بكثرة، وإعطائه فرصة لتصويب خطئة بنفسه، إلا إذا فشل في ذلك فيتدخل المعلم .
-      الصبر والتحمل إزاء السلوك الخاطئ ما أمكن، دون إظهار الملل والضجر .
-      إعطاء زملاء المتعلم الذي صدر عنه الخطأ فرصة لتصحيح خطئه، إلا إذا عجزوا فالمعلم أولى بالتصويب .
-      تشجيع أو تحفيز التلميذ المخطئ إذا تحسن أداؤه أثناء النشاط وما بعده .
-      عدم وصف المتعلم المخطئ ووصمه بالألفاظ المحيطة أمام زملائه .

طرق تدريس القرآن الكريم :
        كان التعريف التقليدي لطريقة التدريس: إنها الأسلوب الذي يستخدمه المعلم لإيصال نشاط تعليمي للمتعلم بأيسر السبل وأقصر وقت ممكن .
        وبظهور المفهوم الحديث للمنهج المدرسي، انتقل مفهوم الطريقة من مجرد أسلوب لنقل المعارف والمعلومات إلى أسلوب تفاعلي.
        ولذا نشأ اختلاف بين مفهوم الطريقة ومفهوم الأسلوب فالطريقة تعنى سلسلة من النشاط الموجه الذي ينتج عنه تعلم لدى التلاميذ .
        أما أسلوب التدريس فهو يتداخل أحياناً مع مصطلح الطريقة ولكن هناك فرق بين المصطلحين يتضح في المثل التالي: قد يستخدم معلمان طريقة تدريس واحدة مثل طريقة المناقشة ولكن عند تنفيذ تلك الطريقة يتبع كل معلم منهمكا أسلوباً مختلفاً، حيث يستخدم المعلم الأول عرضاً لقصة قصيرة ثم يطرح مجموعة من الأسئلة ويجرى نقاشاً مع تلاميذه ، أما المعلم الثاني فيقوم بعرض بعض المناقشة بينما اختلف أسلوباً التنفيذ .

مبادئ تعلم القرآن الكريم :
     توجد مبادئ لتعلم القرآن الكريم، يفيد تطبيقها في التعلم بفعالية, ومنها:
-      الرفق بالمتعلم .
-      الترغيب في عملية التعلم .
-      ضرورة المشافهة في تلقي القرآن الكريم .

القواعد الأساسية التي تبنى عليها طرق التدريس وأهميتها في تدريس القرآن الكريم :
        هناك قواعد أساسية تحكم طرق التدريس العامة وهذه القواعد هي:
التدرج من المعلوم إلى المجهول:
     وهو المعلوم من خبرات سابقة للمتعلم، ويرتبط هذا في كل مادة بالمعلومات الأساسية المتاحة له في محيطة الاجتماعي الأول.
السير من السهل إلى الصعب:
     وهو الصعب بالنسبة للمتعلم، مثلاً في حفظ النصوص يستحسن الانتقال من النص القصير إلى الطويل، ومن السهل في التراكيب إلى المعقد وهكذا.
التدرج من الكليات إلى الجزئيات:
        ففي دراسة اللغة مثلاً يستحسن دراسة الكل قبل الجزء ، كما في الطريقة الكلية .
التدرج من المبهم إلى الواضح المحدد:
        فتعلم الطفل سورة الأعلى يساعده على التمييز بينها وبين سورة أخرى من البقرة .
السير من المحسوس إلى المعقول :
        فاستخدام الأشياء المادية والميكروفون مثلاً، يساعد التلميذ المبتدئ بفعالية في تعلم مهارة الإلقاء وتكرار الآيات
  التدرج من البسيط إلى المركب :
     فتعلم السورة الطويلة مثلاً ، يجب أن يكون بعد السورة القصيرة .
التدرج من العملي إلى النظري :
     لأن الدروس النظرية لا تكفي، فربط المتعلم بالجانب العملي يساعده على تثبيت المعلومات.
     أما أهمية هذه القواعد في تدريس القرآن الكريم، فهو واضح من حاجة معلم القرآن إلى التدرج من السور المعلومة، أي التي تم حفظها إلى السور الجديدة، حتى لا يشعر المتعلم بالتكرار، كذلك يحتاج معلم القرآن لمراعاة السير من السهل إلى الصعب؛ لذا نجد أن معلمي القرآن الكريم يبدؤون دائماً في تحفيظ المتعلمين قصار السور أولاً، بل حتى في تعلم مهارة التلاوة، يتدرجون من قصار السور إلى طوالها .
     وأول من دعا للانتقال من السهل إلى الصعب في حفظ القرآن الكريم، هو الإمام القابسي ( 324هـ - 403هـ )  
     حيث هذا الأساس من أبرز قواعد التدريس التي دعا إليها الإمام القابسي في منهجة لتعليم القرآن الكريم .
     كذلك يحتاج معلم القرآن الكريم للانتقال من الجانب العملي إلى النظري، وخاصة في الصفوف الأولية حينما يتم تناول دروس من دروس التلاوة، حيث لا يعمل المعلم على تحليل الأحكام التجويدية ولكنه يؤخرها إلى المستويات العليا، وعندئذ يستطيع المتعلم إدراك الأحكام والقواعد ويسهل عليه تطبيقها .

العوامل المؤثرة في تنويع طرق وأساليب التدريس العامة وتصنيفها:
      إن استمرار البحث التربوي في مجال المناهج وطرق التدريس، له أثره الفعال في إعطاء نتائج مثمرة في تطوير العملية التعليمية التعلمية، من حيث أساليب التدريس والتقويم وغير ذلك من عناصر المنهج المدرسي.
     وقد ظل الميدان التربوي زاخراً بالمعلومات والمعارف الجديدة، حيث انعكس ذلك من خلال الجهود التي قام بها بعض التربويين في تصنيف أهداف التربية وتحديد مجالاتها ومساراتها في محاولة توصيف المخرجات التعليمية في شكل عبارات محددة. والمحاولات نفسها قد انعكست في تصنيف طرق التدريس العامة .
     وعلى هذا الأساس فقد تعددت العوامل المؤثرة في تصنيف طرق التدريس العامة, ويبدو أن أنسب هذه العوامل ، المؤثرات أدناه :
-      عوامل مؤثرة تتعلق بنشاط المتعلم في العملية التعليمية التعلمية.
-      عوامل مؤثرة تتعلق بنوع التعلم وعدد المتعلمين.
-      عوامل مؤثرة تتعلق بنمط الاحتكاك بين المعلم والمتعلم في التدريس.
      وقبل إيراد الأمثلة لكل تصنيف مما سبق كان لابد من توضيح أن طرق التدريس وفقاً لاستخدام المعلمين لها هي قسمان:
-      طرق تدريس عامة: يحتاج معلمو كل التخصصات إلى استخدامها.
-      طرق تدريس خاصة: يستخدمها معلمو كل تخصص دون غيرهم .

أولاً : عوامل تتعلق بنشاط المتعلم وفاعليته:
        وهذا النوع من الطرق يظهر نشاط المتعلم بأشكال مختلفة منها:
*        طرق تركز كلياً على نشاط المتعلم نحو: طريقة حل المشكلات، وطريقة المشروع، وطريقة الاستكشاف.
*        طرق تركز جزئياً على نشاط المتعلم نحو: طريقة المناقشة بأسلوبيها أسلوب الأسئلة والأجوبة وأسلوب الحوار، والطريقة القياسية، والطريقة الاستنباطية.
*        طرق تدريس لا تركز على نشاط المتعلم نحو: الطريقة الإلقائية، وطريقة العرض أو البيان العملي.

ثانياً: عوامل تتعلق بنوع التعلم وعدد المتعلمين:
     وهو التصنيف الذي يوضح نوع التدريس من حيث عدد المتعلمين المستهدفين، ويشمل نوعين من الاتجاهات:
v        طرق التدريس الجمعي، نحو: طريقة الإلقاء، وطريقة المناقشة.
v        طرق التدريس الفردي، نحو: طريقة التعليم المبرمج ، وطريقة الحاسبات الآلية .

ثالثاً: عوامل تتعلق بنمط الاحتكاك بين المعلم والمتعلم:
     وهو التصنيف الذي يعكس مدى تعاون المعلم والمتعلم في الوصول إلى نتائج ومخرجات جراء نشاط تدريسي معين، ويشمل هذا التصنيف الطرق التالية :
ü         طرق تدريس مباشرة: وفيها يرى المعلم المتعلم ويتعامل معهم وجهاً لوجه، مثل طريقة العرض أو البيان العملي .
ü         طرق تدريس غير مباشرة: وفيها لا يرى المعلم المتعلمين؛ حيث يتم التدريس عبر وسائط مغلقة أو مفتوحة، مثل التدريس عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة، أو التدريس عن طريق الدائرة التلفزيونية المفتوحة، وهو البث المباشر أو المسجل بصوت وصورة كما يشاهد من برامج التلفزيون أو الأشرطة المسجلة بجهاز الفيديو. ( قنديل، 2000م، ص161) .
ولا تخرج كافة طرق التدريس العامة عن تلك التصنيفات بل إنها تتأثر بتلك العوامل المذكورة، ومن ثم فإن استخدامها في التدريس إنما ينبثق من طبيعة المواقف التدريسية لكل مادة .

الطرق الخاصة لتدريس القرآن الكريم :
طبيعة تدريس القرآن الكريم :
     إن طبيعة تدريس القرآن الكريم يغلب عليها الطابع اللغوي، وأنه لا مجال لقبول التحريف في لفظ من ألفاظه، وتلك الطبيعة اللغوية جعلت ثمة تقارباً بين المهارات التي تستخدم في تدريس اللغات وتدريس فروع مادة القرآن الكريم. (العالم، 1995م، ص30).
     ولعل الاهتمام بتدريس القرآن الكريم يقود المعلم إلى تحديد فروعه التالية في عملية التدريس:
-      تدريس التلاوة .
-      تدريس التجويد .
-      تدريس التفسير .
-      حفظ القرآن .
     ولكل فرع من الفروع السابقة طرق تدريس وأساليب تناسبه، ومن خلال تجربتنا عن الطرق والأساليب الخاصة بتدريس القرآن والإشراف، أتضح أن أنسب الطرق والأساليب المستخدمة في تدريس التلاوة، والتجويد، وفقاً للسلوك التدريسي لمعلم القرآن الكريم المدرب للصف الثالث الثانوي هي الطرق التالية:

أولاً: طرق تدريس التلاوة:
     تعرف هذه الطريقة بأنها عملية تقديمك أو إعادة سلسلة من الأحداث المرتبة أو المخططة لتصوير ظاهرة معينة. ( مصطفى موسى ، 1999م ، ص95 ).
        ويمكن لمعلم القرآن الكريم أن يستخدم هذه الطريقة متبعاً الإجراءات التالية:
o           يقدم عرضاً عملياً للتلاوة النموذجية مع مراعاة آداب التلاوة .
o           يراعي أحكام التجويد العملي .
o           يطلب من المتعلم التلاوة مع الحرص على تجويدها .
o           يقوم بتصحيح تلاوة المتعلم إذا ظهرت بعض الأخطاء .
o           يقوم أداء المتعلمين في التلاوة .

ثانياً : طريقة الخطوات (طريقة هربارت ) :
        وهي طريقة تربوية توصل إليها الألماني ( هربارت ) بالاستفادة من الأسس النفسية والمعطيات التربوية، ولها خمس خطوات: ( قنديل ، 2000م، ص58 )  
      ويقوم معلم القرآن باستخدام الإجراءات التالية في تدريس التلاوة:
-      التمهيد: وفيه اختبار قبلي للمتعلمين ، الهدف منه قياس مهارة التلاوة لديهم.
-      العرض: وفيه يقدم المعلم تلاوة نموذجية للآيات الجديدة , ويسعى مع المتعلمين شرح الكلمات الجديدة ومعرفة معانيها.
-      الربط: وهو ربط الآيات الجديدة بالآيات السابقة.
-      التعميم : يركز المعلم على الأحكام التجويدية الجديدة ، ويقدم أمثلة لها من الآيات.
-      التطبيق : يعطي المعلم المتعلمين فرصاً للتلاوة المجودة المكثفة، ويختار نماذج ، وأمثلة من الآيات من سور أخرى، ثم يستنبط الأحكام التجويدية المحددة في الدرس، وهذا للصفوف العليا، بينما يكتفي المعلم بتدريب المتعلمين على التلاوة المجودة في الصفوف الأولية لهذه المرحلة.

ثالثا :أسلوب التعلم التعاوني:
       التعلم التعاوني هو أسلوب تعلم يتم فيه تقسيم المتعلمين إلى مجموعات صغيرة غير متجانسة، يتراوح عدد أفراد كل مجموعة ما بين 4 – 6 أفراد، ويتعاون متعلمو المجموعة الواحدة في تحقيق هدف أو أهداف مشتركة.
     والغرض من استخدام أسلوب مجموعات التعلم التعاوني في التعليم، أن نجعل من كل عضو في المجموعة التعاونية، فرداً أقوى مما كان.
      وتعتبر المساءلة الفردية هي المفتاح للتأكد من أن جميع أعضاء المجموعة يزدادون قوة من خلال التعلم التعاوني وذلك وفق مراحله التالية. ( الحيلة ، 1999م ، ص333 ).

المرحلة الأولى: مرحلة التعرف :
     وفيها يتم تفهم المشكلة أو المهمة المطروحة، وتحديد معطياتها، والمطلوب عملة إزاءها، والوقت المخصص للعمل المشترك لحلها.

المرحلة الثانية: مرحلة بلورة معايير العمل الجماعي:
     ويتم في هذه المرحلة الاتفاق على توزيع الأدوار، وكيفية التعاون وتحديد المسؤوليات الجماعية، وكيفية اتخاذ القرار المشتركة, وكيفية الاستجابة لآراء أفراد المجموعة والمهارات اللازمة لحل المشكلة المطروحة .

المرحلة الثالثة: الإنتاجية :
     يتم في هذه المرحلة الانخراط في العمل من قبل أفراد المجموعة والتعاون في إنجاز المطلوب حسب الأسس والمعايير المتفق عليها.

المرحلة الرابعة : الإنهاء :
     يتم في هذه المرحلة كتابة التقرير إن كانت المهمة تتطلب ذلك، أو الوقف عن العمل وعرض ما توصلت إليه المجموعة في جلسة الحوار العام .

رابعاً: طريقة التعليم المبرمج في تدريس التجويد :
        يعتبر التعليم المبرمج أحد الطرق التعليمية الحديثة التي ازدهرت في ظل وجود وتطور التقنيات التربوية الحديثة، والتعليم المبرمج نوعان:
-      برمجة خطية: وفيها يستخدم جميع المتعلمين تتابع برامجي موحد، وتقسم المادة العلمية إلى أجزاء صغيرة في إطارات متتابعة ولا ينتقل المتعلم من إطار إلى آخر إلا بعد تعلم الإطار الأول بنجاح.
-      برمجة متفرعة أو متشعبة: وهي تشخيصية تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، فالمتعلم الذي يتخطى الإطار بنجاح ينتقل إلى خطوة جديدة في التعلم؛ حيث يعطي بدائل جديدة، أما الإجابات الخاطئة فتقود المتعلم إلى فقرة أخرى يشخص فيها خطأه ويعالجه. ( مها محمد العجمي ، 2001م ، ص172 ).

     ولمعلم القرآن الكريم الذي يدرس التلاوة أن يستخدم البرمجة التي يحددها حسب طبيعة درسه، فإذا كان درساً جديداً استخدم طريقة البرمجة الخطية وإلا فإن البرمجة المتشعبة لا يكون استخدامها مفيداً إذا أراد المعلم تشخيص أخطاء المتعلمين في الأداء المهاري في تعلم التلاوة. ومن أـكثر البرامج التعليمية المستخدمة في التعليم المبرمج الآن البرامج التعليمية بالكمبيوتر، وأشهرها برنامج ( البوربونت ).

  طرق وأساليب حفظ القرآن الكريم:
        الحفظ مهارة عقلية تعتمد على تدريب الذاكرة على تخزين الخبرات والمعلومات والمعارف والمواقف والأحداث، وكلما كان النشاط التدريبي إيجابياً كانت نتائج التذكر إيجابية، وقد اتضح بالتجارب أن ثمة ثلاثة طرق تفيد في حفظ القرآن وتحفيظه وهي:
أولاً: الطريقة الجزئية في حفظ القرآن الكريم وتحفيظه :
     وهي عملية حفظ النص القرآني آية آية ، أو جزءاً جزءاً وتكون حسب الإجراءات العملية التالية :
-      أن يقوم المعلم بتقسيم السورة إلى وحدات قصيرة مناسبة، خمساً خمساً مثلاً، حسب طول الآيات في السورة  
-      أن يكون تقسيم السورة على أساس المعنى؛ بحيث أن كل وحدة تشكل معنى منسقاً، يسهل معه تركيز الانتباه.

ثانياً: الطريقة الكلية في حفظ القرآن وتحفيظه:
     وتعنى حفظ السورة أو الجزء من السورة كله، دون إجراء تبسيط أو تجزئة وتكون حسب الإجراءات التالية:  قراءة السورة أو الجزء كله أولاً ليتم الفهم قبل الحفظ .

ثالثاً: الطريقة التوليفية في حفظ القرآن وتحفيظه :
       وتعنى الجمع بين الطريقتين الجزئية والكلية بحيث يراعي المعلم إيجابيات كل طريقة ويطبقها ما أمكن وإجراءاتها كما يلي:
-        أن يبدأ المعلم بتحفيظ النص جزءاً  جزءاً أو آية آية دون أن يربط كل جزء بالآخر حسب التسلسل.
-       حفظ النص كله، ثم الانتقال إلى الأجزاء التي تشكل في الحفظ وتكرارها ومراجعتها لدرجة إتقان حفظها .
     ورغم ما ذكر من الطرق والأساليب وإن نجاح كل طريقة يعتمد على دقة التطبيقات التي يقوم بها معلم القرآن الكريم، ودرجة تدريبه على مراعاة ظروف المتعلمين، والفروق الفردية بينهم .
     وتعتبر طرق التدريس إجراءات بتبعها المعلم لإيصال النشاط المطلوب، ولكن يجدر بالمعلم أن يهتم في تدريس أي مادة بالمؤثرات الإيجابية والسلبية التي تؤثر على العملية التعليمية ، وعملية الحفظ تتأثر بالعوامل النفسية والتربوية التي تحيط بجو التدريس. وتفيدنا معطيات التربية وعلم النفس أن ثمة أسس نفسية وتربوية أو عوامل عديدة مساعدة على الحفظ والتذكر أو الاستدعاء .

نماذج من الوسائل التعليمية والتقنيات الحديثة المعينة في تدريس القرآن الكريم:
     إن اكتفاء معلم القرآن عن الوسائل التعليمية باستخدامه للطرق التقليدية قد يلغي دور المتعلم في التعامل مع الوسائل التعليمية الفعالية في توصيل المادة والنصوص القرآنية بتشويق، وإذا كان إعداد درس القرآن مهما فإن وسيلة التدريس أهم. وجدير بكل معلم للقرآن أو يوظف الوسائل والتقنيات التربوية في تدريس القرآن الكريم .
        ويمكن لمعلم القرآن الكريم أن يوظف هذه الوسائل والتقنيات التربوية في تدريس القرآن على النحو التالي :

أولاً: وسائل وتقنيات تعليم دقة النطق: ومنها:

الجهاز النطقي لمخارج الحروف :
        وهو رسم المخارج وتحديدها في مواقعها الدقيقة، وهذا الجهاز النطق يفيد معلم التجويد في توضيح المخارج ودقة نطقها.

مجهر الحنجرة :
        وهو جهاز في شكل مرآة صغيرة قطرها 4/3 بوصة، تثبت على يد طويلة، وتستخدم لقياس الذبذبة في الأوتار الصوتية، لمعرفة ما إذا كان الحرف مجهوراً أو مهموساً، وتوضع على الحنك اللين .

مؤشر الجهر:
     وهو آلة معدنية يثبت على أحد طرفيها كرة معدنية وبالآخر مقبض يستخدم لقياس الجهر والهمس، فإذا كان الحرف مجهوراً تحركت الكرة المعدنية .

مختبر اللغة :
     هو من الأجهزة التي تشغل حيزاً كبيراً بحجرة الدراسة، يعلم النطق النموذجي الذي يقدمه المعلم، ويمكن المتعلم من أن يحدد خطئه ويصححه بنفسه. وقد أثبتت كثير من الدراسات الميدانية تفوقه على الطريقة التقليدية في تدريس اللغات خاصة .

الكمبيوتر :
     وهو من البرمجيات التي تفيد في اكتساب مهارات متعددة، مهارات نطقية وسماعية وغيرها، وتم تصميم برامج تعليمية متنوعة من أهمها برنامج ( البوربونت ) وغيره من البرامج التعليمية المصممة لإتقان مهارات تعين حتما في تدريس القرآن الكريم بفروعه المختلفة .

ثانياً: وسائل وتقنيات تعلم مهارة الاستماع : ومنها :
مكشاف الذبذبات :
     وهو جهاز يقيس الذبذبات ، فيه تتحول أصوات الكلام إلى موجات على شاشة مرئية تظهر فيها أشكال محددة تدل على شكل الحرف المنطوق ، ولكل حرف شكل خاص به يستطيع التلميذ عن طريقه التمييز بين الحروف المختلفة ، والربط بين الصوت المنطوق وشكله .

راسم الأطياف الصوتية :
        وهو جهاز يتركب من أسطوانة دوارة ملفوف عليها ورقة ، وتعلوها ريشة تتحرك بفعل الذبذبات التي تنتقل إليها عن طريق ناقل يتصل بورقة تسجيل حول الأسطوانة الدوارة ، وهو جهاز يقيس درجة تردد الصوت ويقوم بتجسيده في شكل رسم بياني ، وقد يستفيد منه معلم القراءات في تحديد قراءة كلمات مفردة أو مركبة .

المسجل :
        وهو جهاز يقوم بقراءة الأشرطة المسجلة ، ويظهر الصوت بدقة ، ويقوم بتسجيل أي حركة ، شديد الحساسية والالتقاط ، وهو الأكثر استخداما في تعليم التلاوة المجودة لدى معلمي القرآن .
        وقد ثبت بالتجربة جدوي استخدامه في تعليم التلاوة ، وتزداد فاعليته إذا أحسن المعلم استخدامه .

ثالثاً: وسائل وتقنيات تجمع بين تعلم مهارات نطقية وسمعية وبصرية :       ومنها :
السبورة :
        وهي وسيلة تقليدية يستخدمها كل المعلمين لكتابة الإجراءات الروتينية بالإضافة إلى كتابة ومعالجة بعض الصعوبات والأفكار الرئيسة وخطوات المناقشة والكلمات الجديدة على التلميذ ، وكتابة الملخص السبوري وتوضيح الرسوم البيانية ، ومن أهم ميزاتها أنها تناسب التدريس الجمعي والفردي معا ومن أنواعها :
-      السبورة الحائطية ، ومنها الخشبية والأسمنتية .
-      السبورة الدوارة ذات الوجهين ، وهي تثبت في حامل يجعلها تدور حول محور أفقي بحيث يسهل استخدام الوجهين  .
اللوحات :
        وهي أنواع منها : اللوحة الوبرية ، واللوحة الجيبية ، واللوحة الورقية (البطاقة ) .
جهاز عرض الشفافيات :
        ويسمى السبورة الضوئية ، وله عدة أشكال سهل الاستخدام وسهل إنتاج وبرمجة الشفافيات . ويستفاد منه في عرض الصور أو الكلمات أو الجمل أو النصوص القرآنية .

من ورقة عمل: بعنوان:  "طرق وأساليب تدريس  القرآن الكريم الصف الثالث ثانوي" إعداد
مشرف التربية الإسلامية : صالح بن محمد الزبيدي



0 التعليقات:

إرسال تعليق

About this blog

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Followers